فضفوضة الضغط يولد الإنجاز
“الضغط يولد الابداع “
كنت سابقاً أقرأ هذه العبارة وأقول : كيف للضغط أن يولد الابداع؟
فنحن كمصممين عملنا دائما يكون على عجالة كي لا تحدث أخطاء، أو ممكن أن تكون الفكرة مكررة والخ …
كم من المرات قد انضغطت في عملك وصممت ثم اكتشفت أن فكرتك موجودة هي هي ! كيف هذا ؟ .. كنت أقرأ قبل يومين كتابًا بعنوان ” كيف تحصل على أفكار “ كان يقول أن العقل البشري متبرمج على الربط بين الأشياء الاعتيادية بسرعة ومن الممكن أن تحصل على فكرة رائعة فجأة لكنها للأسف مكررة … فالمدخلات ذاتها قد تصنع مخرجات عديدة لكنها محدودة مهما كثرت، لذا يحذر الكثير من المصممين من الغرام بالفكرة الأولى والتمسك بها.
لنعد إلى محور حديثنا … الضغط حرفياً لا يولد لدى المصمم سوى الإنجاز لا الابداع، وحتى نبسط الأمر لنفترض أن لديك كأسًا مملوء بسائل اسمه الابداع، عندما تسكبه بسرعه سوف يذهب كله دفعة واحدة ثم سيبقى لديك الكأس لكن بلا إبداع، ذلك الكأس هو الإنجاز، فأنت للأسف نتيجة للضغط في العمل لا تملك الوقت لتعبئة الكأس لأنك مشغول بالمحافظة على الكأس !!!!
هل هذا فقط ؟ بالطبع لا فالضغط الشديد يجعلك تغفل عن الضعف الشديد في مهاراتك الأخرى كمصمم، فلو كان الضغط عليك في مجال الشعارات، غالبًا ستكون ماهراً فيها بعد الضغط، لكن المهارات الأخرى قد تضعف لديك، فالمهارات مثل العضلات، إذا لم تمرنها ستضعف مع الوقت وسيصبح لديك ضمور في المهارة.
بالأمس كان لدينا في العمل مهمة وهي تصميم بوستر بنمط الدمج الرقمي، كلفنا أحد المصممين الذي كان مشهورًا بالدمج سابقاً، فماذا كانت المفاجأة ؟؟؟؟ لم يستطع إنجازه أبداً، لماذا ؟ ما المشكلة ؟ اتضح لدينا لاحقا أننا كنا نشغله بتخصصين فقط ونضغطه ضغط هائل وهو كان مستمتع بالإنجاز وتدريجياً ضمرت مهارة الدمج لديه.
الضغط لا يؤثر فقط على مستواك في التصميم بل قد يؤثر على تفكيرك وعلى أمورك الحياتية و الاجتماعية، لاحظ دوماً أن الشخص الذي يعيش تحت ضغط العمل الشديد يبدأ تدريجيا بإهمال صحته … بإهمال عائلته، أو أصدقائه، الإهمال لا يعني أنه يتركهم وفلللم، بالطبع لا، لكن يكون في أقل حالاته معهم جسداً بينهم عقله ليس معهم، على ماذا ؟ على عمل ممكن أن ينتهي بمجرد أن يقرر صاحب المنشأة أن يتركك، ثم بعدها ستجد نفسك تائه لسيناريو لم تحسب له حساب أبدًا.
الزبدة : برأيي الضغط يولد الإنجاز … والإنجاز يشعرك بالسعادة لذا يحبه الكثير من الناس التنفيذيين أصحاب الأرقام، لكنه لا يولد الابداع
جميع الصور في المقال بتصرف من المصدر
بقلم: يوسف جمال الهميلي