You are currently viewing الهوية أمام الهوية

الهوية أمام الهوية

قد تتعجب من العنوان فكيف الهُوية لا تساوي الهُوية؟ هل هو عنوان تسويقي فقط؟ أم ماذا؟

يظن بعض المصممين أن الهُوية هي تصميم وعلامة النكاح أو غيرها من الأمور المرئية؟

بالطبع لا!

فالهوية هي إحساس وتعامل قبل أن تكون ترجمة لتطبيقات بصرية ، فمثلا متى تريد تأسيس مطعم ما فإن الهُوية تبدأ من عدة عناصر قبل التصميم ولعل أبرزها:

1. من تستهدف؟
2. كم أسعارك؟
3. كيف هي جودة الطعام؟
4. ما نوعه؟

وغيره من العناصر

فلو قلنا أنك تستهدف الطبقة المتوسطة ، وأسعارك متوسطة ، وجودة طعامك ممتازة ، وهو شامي مثلا ، هنا يتم تمثيل هذا الإحساس بصريا عبر الشعار والتطبيقات الأخرى ، بألوان قريبة من الفئة المتوسطة ، ورمزيات بسيطة وغير متكلفة وغيرها من الأمور الفنية التي ترتبط بالعوامل الأساسية للهوية ، تخيل معي أن محل لبيع ساندوتشات سريعة رخيصة الثمن ، تم تصميم تطبيقات هويته بألوان فخمة و نمط بريطاني رفيع الذوق ، غالبا لن يتناسب هذا النوع مع المحل ليس لأن الهوية ضعيف أو التصميم ضعيف ، بل لأنه لا يناسب الجمهور والأسعار الواقعية للمحل ، فالهوية إذا هي إحساس و رضى للمستهلك قبل أن تكون مجرد بصريات .

“علامتك التجارية هي أي شيء يقوله عملاؤك”
مجهول

ومن هنا هويتك هي ما يقوله الناس عنك ، كيف يشعرون تجاهك ؟ وكيف تعاملهم ؟ و كيف تتواصل معهم ؟ وغيرها من الأمور ، الأمور الفلسفية في الهوية هي أساسات الهوية البصرية الناجحة ، بلا أساس ينتج لديك عمل فني يرتدي ثوب الهُوية ، وليس هوية بحق .

“علامتك التجارية هي ما يقوله الآخرون عنك عندما لا تكون في الغرفة”.
جيف بيزوس ، مؤسس الأمازون

ونستنتج من هنا أن بناء الهوية لا ينتج من المصمم الجرافيكي فقط ، بل من مؤسس المشروع ، وحتى فريق العمل وصولا للمصمم في نهاية الحلقة ، ويكون دور المصمم هنا هو “ ترجمة ” تلك الهُوية بصريا وتمثيلها بشكل صحيح ، لذا تجد أحيانا أن مصمم مبتدئ من داخل الشركة ينجح في تجسيد تطبيقات هُوية متوافقة أكثر من المصمم المحترف !.

الهوية تجعل عملك لا ينسى ويمكن التعرف عليها. فكر في جميع الهويات التي تعرفها وأراهن أنه يمكنك تذكر شعارها ، أوالعبوة ، أوالألوان التي تستخدمها. أراهن أنك تتذكر أيضًا كيف شعرت عندما تعاملت مع هذه الماركة أو عندما دخلت إلى المتجر. عنصر خدمة العملاء والمتابعة. الجزء الأخير ، هذه هي العلامة التجارية.

شكرا لك على القراءة

جميع الصور في المقال بتصرف من المصدر

بقلم: يوسف جمال الهميلي