هل سبق وسألت أحد المصممين عن كيفية استخراج الأفكار فرد عليك ببساطة “ من التغذية البصرية ” , لكنك عندما تذهب وتحاول أن تتغذى بصريا لا تجد أفكار مطلقا فتصاب بالإحباط ! , فينتهي بك الامر للمحاكاة الأقرب للاستنساخ أو العودة لأفكارك السابقة ببساطة ولا تجد شيء جديد؟
المشكلة غالبا ليست في المواقع التي تتصفحها ولا في وسوم البحث التي تبحث بها , المشكلة هي في معرفة كيفية التغذية البصرية , وسبق أن تحدثنا في تدوينة سابقة عن معنى التغذية البصرية وأهميتها للمصمم , لكن كيف أستطيع أن أغذي نفسي بصريا بشكل صحيح ؟
بداية يجب أن نعرف أن الأفكار هي نتاج لدمج عدة مدخلات أو خامات ( أفكار ) متراكمة لديك في عقلك نتيجة لكمية الاطلاع على الاعمال , وطالما لم تحصل على مدخلات أو خامات ( أفكار ) أولية ممتازة و بطريقة جيدة فبطبيعة الحال سيصعب على المخ دمج اللا شيء و صنع فكرة جديدة و مُبهرة , شعار فيديكس مثلا هو دمج للسهم ( مُدخل أولي ) و التايبوغرافي القوي المستوحى من الثقافة الامريكية ( مُدخل أولي آخر ) وتم دمجهما سوية بأسلوب الفراغ السلبي ( مُدخل آخر ) ليخرج لنا وعبر أدوات التصميم شعار فيديكس المعتمد على الفراغ السلبي , شعار بيبسي هو دمج للابتسامة ( مُدخل أولي ) , والتقاء الحار بالبارد وعلى شكل فقاعة ( مُدخل أولي آخر ) وتم صناعة الشعار من هذه المدخلات أو الخامات بأدوات التصميم ليظهر لنا شعار قوي , كذلك شعار شركة شل للمواد البترولية مثلا هو دمج للصدفة ( مُدخل أولي ) وألوان النار ( مُدخل آخر ) وبأدوات التصميم تم اخراج الشعار بشكل جميل
كنت سابقا عندما يُطلب مني عمل ما ابدأ بالتغذية البصرية حول المشروع الذي سوف أعمل عليه في وقتها , وأحيانا ينتهي بي المطاف بالتقليد ليس لأني لا أملك الأداة والمهارة و لكن لأن فكري تأطَّر بشكل رهيب بسبب تلك التغذية السريعة وأصبحت أسير تلك الفكرتان أو الثلاثة التي أُعجيت بهما أثناء التغذية البصرية , فالتغذية البصرية السريعة لا يكون هدفها غالبا هو بناء فكرة قوية بل بناء فكرة مميزة فقط مهما كانت قوتها , ما الحل إذا؟
اجعل لك كل يوم 10 دقائق مخصصة فقط للتغذية البصرية المنوعة , ادخل مثلا موقع البيهانس أو بينت رست كل يوم وأنت ذاهب الى الجامعة , أو في العمل , أو اثناء الإفطار , أو وأنت تتمشى وتقوم برياضتك الصباحية , الاطلاع بشكل يومي يعني الحصول على مدخلات أكثر لعقلك , سواء شعرت أم لم تشعر
الأمر بسيط جدا ويحتاج منك فقط الى العزيمة والاستمرار , صدقني ستجد الفرق من أول شهر لك بلا مبالغة , احذر أن تطّلع على فن دون آخر فتنوع الفنون يعطيك سعة أفق في التفكير والدمج , فالاطلاع على فن أعمال في الدمج الرقمي يعطي عينك كيفية مزج الألوان وتناغمها في عمل واحد وبناء العوالم, و فن الرسم الرقمي يعطي عينك كيفية تعتيق الفرش والتلوين , سمّ تلك العشر دقائق بدقائق الالهام , استمتع بها جدا وتنقل بين الفنون و مواقع التصميم , وبرأيي لا تأخذ تلك العشر دقائق من وسائل التواصل مطلقا مهما كان من تتابعهم , فمواقع التواصل ليست مخصصة لذلك , جرب أن تجعل عقلك يستوعب أكبر مدخلات قوية ولاحظ الفرق
واستمتع يا صديقي
جميع الصور في المقال بتصرف من المصدر
بقلم: يوسف جمال الهميلي
