خلال تجربتي كمصمم تفاعلي، قد مررت على العديد من الاستراتيجيات و الوسائل من اجل زيادة جودة و اتساق العمل و التطور فيه، و لكن لا شئ أكثر فاعلية من تطبيق الشخصية “personas”. كانت بداية استخدام هذه الاستراتيجية منذ التسعينات ومنذ ذلك الحين اكتسبت شهرة واسعة النطاق داخل مجتمع التصميم.
مقابل كل شخص يستخدم الاستراتيجية يوجد الكثير ممن يعارضون بشدة استخدامها، حيث يرونوها سخيفة وتبتعد عن العمل الحقيقي الذي هو في متناول اليد.
هنا يسعنا أن نسأل عن ماهية الاستراتيجية؟
لتعريفها ببساطة يمكننا القول انها وسيلة لنمذجة وتواصل مع الاشخاص الذين نتعامل معهم اثناء التصميم، وهي تعتبر كشخص محدد ولكنه خيالي ولا يتواجد في الواقع، بدلا من تواجده يتم تجميع ملامح شخصيته من ملاحظات الناس العديدة، حيث كل شخص يمثل جزءا كبيرا من الناس في العالم الحقيقي، وتلك الملاحظات تمكن المصمم من التركيز على الملاحظات والتحكم فيها بدلا من التركيز على متطلبات الاف الافراد.
تمثل تلك الاستراتيجية وسيلة مساعدة قوية لخلق تصميمات مختلفة لانواع مختلفة من الناس والتصميم لشخص محدد بدلا من العمل على تصميم عام للجميع.
كيف تبدو استراتيجية الشخصية persona؟
في حين يتم تقديم استراتيجية الشخصية عادة كوثيقة، لكنها اكثر من مجرد وثيقة يمكن تسليمها، بل هي وسيلة للتواصل وتلخيص اتجاهات البحوث وانماط الاخرين. هذا هو الفهم الرئيسي للمستخدمين وهو ما يهم وليس الوثيقة نفسها.
يجب التأكيد على هذا التمييز لان الكثير من الناس لا يستطيعون التمييز بين الاستراتيجية نفسها وبين الوثيقة التي تحتوي على العناصر الأساسية وهي في الواقع ليست كذلك.
من السهل جدا للممارسين المبتدئين فهم المطلوب وهو يتلخص في فهم احتياجات المستخدم ومن ثم ببساطة مشاركة اعلى مستوي من المعلومات مع الاخرين.
المصممين الباحثين عن بداية موفقة في انشاء وثائق البيرسونا، نوصيهم ب persona poster template by Creative Companion حيث ان هذا الملحث ينظم ويرتب بشكل مذهل جميع المعلومات الهامة التي يحتاجها المصمم لانشاء تصميم مذهل.
من أين يأتي مبدأ استراتيجية الشخصية persona؟
فهم السياق التاريخي وما تعنيه الشخصيات لسلفهم سوف تساعد على فهم ما يمكن ان تعني البيرسونا للمصممين. لقد تم تطوير ذلك بشكل غير رسمي من قبل الان كوبر في اوائل الثمانينات كوسيلة للتعاطف مع واستيعاب عقلية الناس الذين سوف يقومون باستخدام البرنامج الذي يقوم العمل علي تصميمه.
اجرى الان كوبر مقابلات مع عدة اشخاص من الجمهور المستهدف لمشروع كان يعمل عليه وتعرفوا عليه بشكل جيد، حيث ادعى انهم يمثلون وسيلة لتبادل الأفكار وتقييمها من وجهة نظرهم. تسمح هذه الطريقة لكوبر وضع المستخدمين في الامام والوسط اثناء عملية التصميم لبرامج السوفت وير.
انتقل كوبر من خلق البرمجيات نفسها للاستشارات، وقال انه اكتشف بسرعة انه لكي تكون ناجحا فانك تحتاج الى طريقة لمساعدة العملاء على رؤية العالم من وجهه نظره، وهو ما توصل اليه عن طريق عينة من المستخدمين المحددين.
هذه الحاجة لاعلام و اقناع العملاء قادته الى اضفاء الطابع الرسمي على الاستراتيجية. وقد تطورت منذ ذلك الحين عملية تطوير الشخصية والطريقة التي تستخدم فيها، ولكن الفرضية لا تزال هي نفسها وهي: فهم عميق للمستخدمين لتصميم برامج و تصاميم استثنائية.
كيف تناسب استراتيجية البيرسونا عملية التصميم؟
منذ النشأة المتواضعة للاستراتيجية تطورت منهجية تصميم الان كوبر الى مجموعة فرعية من التصميم الذي يركز على المستخدم الذي وصفه بتصميم موجه نحو الاهداف.
يجمع التصميم الموجه نحو الهدف بين المنهجيات الجديدة والقديمة من علم الاثنوغرافيا وابحاث السوق والتخطيط الاستراتيجي من بين مجالات اخرى وبطريقة تتصدي في الوقت نفسه لاحتياجات الاعمال والمتطلبات التكنولوجية والقيود و اهداف المستخدمين.
البيرسونا هي عنصر اساسي في التصميم الموجه نحو الهدف، فان فهم اساسيات هذا النهج الموجه نحو الهدف سيساعد المصمم على فهم واستخدام الاشخاص بشكل صحيح.
كيف يتم تصميم البيرسونا؟
يمكن انشاء الاستراتيجية بعدد لا يحصى من الطرق، ولكن ينصح المصممين للعمل على الصيغة العامة:
- مقابلة أو مراقبة عدد كاف من الناس.
- البحث عن الانماط في ردود وأفعال الاشخاص الذين اجريت معهم المقابلات واستخدموا تلك المجموعات لتجميع اشخاص مماثلين معا.
- العمل على نماذج من تلك المجموعات، استنادا الى انماط وجدت و استنادا الى هذا الفهم للمستخدمين وانشاء تصميمات تركز على المستخدم.
- مشاركة تلك النماذج مع اعضاء الفريق الاخرين واصحاب المصلحة الاخرين.
الاستنتاج:
كالبشر، المصممين جميعا منحازين لرؤية العالم فقط من خلال عيونهم، ومع ذلك فانه يمكن ان تبقي ذلك في الاعتبار عند العمل على تصميم من الان وصاعدا ويجب على المصممين ان يسعوا جاهدين لابراز قدراتهم و الحفاظ على تجربة إستخدام ناجحة للمستخدمين. المصممين لا يعرفون دائما ما هو افضل ولكن في بعض الاحيان يساعدهم المستخدمين وهذا هو جوهر استراتيجية البيرسونا.
ونكتفي بهذا القدر و سوف نتناول العديد والكثير عن الاستراتيجية وكيفية العمل بها في مقالات قادمة ان شاء الله.
كتابة، ترجمة وإعداد: جميل جدعون و مصطفى عاطف
